ومع ذلك، عندما كبرت وتركت مدينتي متلهفة لاكتشاف أماكن جديدة، تلاشى شغفي بالحمام وطقوس الجمال القديمة.

تلاشى، لكنه لم يختفي أبدًا.

في بعض الأيام، كانت رائحة أو مشهد أو ذكرى من الطفولة هي التي تستحضر ذلك في ذهني. لكنني كنت أدفعها بعيدًا. كنت منشغلة جدًا بتجربة أشياء رائعة وجديدة. حدث أول استرجاع خطير للماضي في منتصف العشرينيات من عمري، في باريس. كان المحفز بسيطًا وغير متوقع: بدلاً من سؤالي عن نوع الطعام الذي أرغب فيه من المغرب، سألني والداي عما إذا كان هناك أي شيء أريده من المنزل. لا شك أنهم اعتقدوا أن الإجابة ستكون مرتبطة بالطعام، لأنه كان دائمًا كذلك (وإذا كنت لا تعرف السبب، فيرجى تجربة بعض الطعام المغربي). ومع ذلك، فاجأت نفسي (وفاجأتهم) بطلبي منهم إرسال جميع مكونات التجميل المغربية التقليدية التي يمكنهم العثور عليها، متحمسًا فجأة لاحتمال خلط جرعاتي الخاصة في المنزل.